قصبة بولعوان
تقع القصبة على بعد 75 كيلومترا من الجنوب الشرقي لمدينة الجديدة. وتم تدشينها فوق منحدر صخري يطل على سهل دكالة على الضفة اليسرى لنهر أم الربيع.
يبقى تاريخ القصبة مجهولا قبل القرن السابع عشر ميلادي. حيث تشير بعض المعطيات الغير مكتملة إلى احتمال أن يكون الموحدون هم من بنوها، إلا أنه لا يوجد ما يؤكد إذا ما كان الأمر يتعلق بالبناء الحالي أو بقصبة أخرى بنيت على أنقاض أخرى قديمة.
وقد بنيت القصبة الحالية في عهد السلطان مولاي إسماعيل سنة 1710م تحت إشراف الباشا أبو عثمان سعيد بن الخياط، في منتصف الطريق التي تربط قطبين رئيسيين اثنين: فاس ومراكش. وأصبحت جزء لا يتجزأ من مجموع الحصون التي شكلت معالم الطرق ومسارات السلطان في ذلك الوقت، كما كانت لفترة طويلة محطة تبديل الجياد للسلاطين العلويين بين الرباط ومراكش. ولعبت القصبة أيضا دورا رئيسا في السيطرة على أقاليم دكالة، الشاوية والرحامنة.
وتملك القصبة هندسة رباعية غير نظامية. وتعزز خمسة أبراج سورها في الجانب الجنوبي من بينها البرج الأوسط الذي فتح فيه باب ضخم بأحجار منحوتة ومرصوصة في ممر متعرج. وقد انتصبت أبراج عند الزوايا في الجهة الشمالية. وبالنسبة للسور الغربي فهو يملك برجا نصف دائري، أما السور الجانبي فيملك برجا مستطيلا. وتستند إلى هذا الأخير بنايات أكثر انخفاضا والتي تؤوي بابا خلفيا يؤدي إلى النهر عبر ممر منعطف.
ويوجد داخل القصبة مجمع سكني "دار السلطان" يضم برجا، ومراحيض، وحماما وقاعات فخمة كما يتضح من بقايا الفسيفساء الخزفية، والمنحوتات الجصية وأجزاء من الأعمدة. وبالإضافة إلى هذه المجموعة، تتكوّن القصبة من محلات تجارية وإسطبلات ومسجد وخزان. وفي الجهة الشرقية، اتجاه النهر، يتغير معبر بشكل تدريجي على طول الجدارين الجانبيين ليشكل ممرا يؤدي إلى قاعة متعددة الأضلاع وحمامات استعملت أحواضا للتروية.
وصُنّفت القصبة تراثا وطنيا بمقتضى ظهير 11 مارس 1924 (الجريدة الرسمية عدد 599 بتاريخ أبريل 1924، ص: 658).