FORGOT YOUR DETAILS?

قصبة الوداية

  • الموقع الجغرافي

تُعد القصبة معلمة تاريخية مهمة بالنسبة لمدينة الرباط. وتقع في جهة الشمال الشرقي لهذه المدينة، فوق صخرة تطل على مصب نهر أبي رقراق والمحيط الأطلسي.

  • لمحة تاريخية

تُعتبر القصبة المركز التاريخي لمدينة الرباط، ويمتد تاريخها منذ عهد الموحدين. وحسب المصادر المكتوبة، فإن الأمير تاشفين بن علي شيّد سنة 1140م رباطا عسكريا ودينيا يحمل اسم "قصر بني تاركة". وقد سنحت الحفريات الأثرية المنجزة في الموقع من اكتشاف هياكل مرتبطة بتلك الفترة التاريخية. واستولى الموحدون على القصبة سنة 1146م، ليتم بناء القصبة الحالية في عهد الخليفة الأول عبد المومن (1130م- 1163م)، وكانت تُسمى المهدية سابقا تيمنا بالقائد الروحي للسلالة المهدي بن تومرت. ولعبت القصبة دورا مهما للغاية في استقبال الوفود الرسمية وفتح الأندلس، إلّا أن أهميتها عرفت تراجعا لصالح رباط الفتح في عهد يعقوب المنصور بعد وفاة مؤسسها.

وأثناء حكم السعديين وبعد أن طرد الملك فيليب الثالث المورسكيين من اسبانيا سنة 1609م، استقر 2000 من المنحدرين من هورناتشوس داخل القصبة ووظفهم السلطان مولاي زيدان من الأجل الدفاع عن الرباط وسلا وتأمين تحصيل الرسوم الجمركية. وبعد ثورتهم على السلطة، أصبحت القصبة عاصمة لجمهورية صغيرة اندحرت بسرعة مع قدوم العلويين إبان حكم مولاي رشيد سنة 1666م. وعرفت القصبة انطلاقا من هذه الفترة أشغالا متعددة للتهيئة والتوسع أثناء خلافة السلاطين: مولاي اسماعيل، وسيدي محمد بن عبد الله ومولاي يزيد. وخلال النصف الأول من القرن التاسع عشر وطّن فيها عبد الرحمان (1822-1859م) قبيلة الاوداية، وهم رُحل صحرويون من عرب معقل، التي تحمل القصبة اسمها حتى الساعة. وقد جُعلت القلعة سجنا مدة قرون قبل أن يتم ترميمها مع بداية القرن العشرين.

  • ملخص وصفي

وتضم القصبة عدة مكونات لاسيما السور الموحدي وبابه المشهور الضخم "الباب الكبير"، والإقامة الملكية للسلالة العلوية، ومسجد "الجامع العتيق"، والسكن الخاص بالأمراء الذي أنشأ في الجهة الغربية، والمنشأة العسكرية لـ "برج صقالة" بالإضافة إلى حديقة أندلسية. ويحيط بالجميع أسوار عالية مُزودة بأبراج و أبواب ضخمة. كما تحمل آثار هذه القلعة بصمة من مختلف المراحل الزمنية، انطلاقا من القرن الثاني عشر ميلادي إلى القرن عشرين منه.

وصُنفت القصبة باعتبارها تراثا وطنيا بمقتضى ظهير 6 يونيو 1914 الذي يتناول تحديد بعض أجزاء القصبة ( الجريدة الرسمية عدد 86 بتاريخ 19 يونيو 1914، ص: 454) وظهير 10 أبريل 1944 الذي يتناول تصنيف آثار القصبة ( الجريدة الرسمية عدد 1651 بتاريخ 16 يونيو 1944، ص: 374). كما أنها أدرجت في لائحة التراث العالمي لليونسكو سنة 2012.

ألبوم صور قصبة الوداية

TOP